الشبح الدراسي
أصبح الدخول المدرسي يشكل هاجسا قويا أمام الأسر المغربية مؤخرا، نظرا لما عرفته الحياة الاجتماعية من متغيرات عدة، فكثير منها صارت فريسة لمتطلبات الحياة وضغوطاتها الصعبة، وهذا انعكس سلبا على المدرسة المغربية، حيت عانت هذه الأخيرة من غياب طقوس الفرحة بداخلها وتحول الدخول اليها ما يشبه المأثم تنعي فيه الكثير من الأسر المغربية جيوبها التي تستنزفها تكاليف الحياة الصعبة في ظل العولمة المتوحشة التي لا ترحم أحدا.
لقد صار أولياء الأمور يزحفون من حرب الدراسة بحثا عن ملجأ يأويهم وذويهم يكون طوق نجاة من سراديب التعليم الخفية وهواجسها المؤرقة وخاصة ذوي الدخل المحدود وبالعالم الحضري خصوصا، رغم أن منحة تيسيير وبرنامج المليون محفظة قد خففا العبئ ولو قليلا عن الأسر المستفيدة منها، فلا زالت محاولات خلق التوازن بعد الشهور العجاف التي يتركها عيد الاضحى والعطلة الصيفية صعبا جدا، فما ينحتانه على الأسر من عقم مادي ومعنوي كبيرين يكسر رباطة جأشهم ويترك لهم فقط دراهم معدودة تنقرض بسرعة ليجدوا أنفسهم يواجهون طواحينهم الهوائية وهواجسها المتعددة بخوف وانتظار دائمين. وكما لا ننسى كذاك الأسر التي تعتمد في تدريس أبنائها وبناتها التعليم الخصوصي راجية تعليما أفضلا ومختلفا فتطفو للسطح تبعاته المضنية بتكلفته الباهضة في التسجيل والتأمين وارتفاع قيمة الكتب ونذرتها في المكتبات والأسواق مما يجعل الأسر تعاني الأمرين لمواجهة كل هذا، واقتناعا منها بضرورة الكفاح من أجل مبتغى حصول أبنائها على مستقبل أفضل تبقى ضريرة العين لما قد يواجهها في سبيل عتق فلذات كبدها من سراب البطالة والجهل المميتين لا محالة لمستقبلهم.
إن الاشعاع الذي كانت تلعبه المدرسة عموما بدأ يخبو في زماننا الحالي فهل ياترى ستفي حكومة السيد أخنوش بوعدها وجعل مستوى التعليم بالمغرب ضمن أجود أنشطة التعليم بالعالم كما وعد بذلك السيد أخنوش؟؟؟!!
بقلم: الشاقوري يوسف