الركن السياسي ذ سمير حنداش
القبعات الزرق يبذلون جهود جبارة ومضنية لتحقيق الاستقرار وزرع قيم التعايش السلمي بين الشعوب وفي كل بقاع العالم، يقدم أفراد القوات المسلحة الملكية تحت لواء البعثات الأممية تضحيات جسيمة في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، لاسيما في بؤر التوتر ومحطات النزاع الدولي.
ويقدم عناصر القبعات الزرق المغاربة المشاركون في القوات الأممية تضحيات جسيمة في مختلف مناطق وبؤر التوتر، وأبانوا عن مساهمة فعالة منذ بداية مشاركتهم في بعثات الأمم المتحدة، ما جعلهم محطة إشادة أممية.
ولقي جنديان مغربيان ينتميان إلى تجريدة القوات المسلحة الملكية العاملة ضمن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، مصرعهما يوم الأحد الماضي، حسب ما كشفت عنه البعثة الأممية اليوم الاربعاء
يحتل الجنود المغاربة من ذوي القبعات الزرق الرتبة الـ 14، ويبلغ عددهم حوالي 1605 جنود؛ فيما يحتلون الرتبة الثانية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عقب مصر، التي يشارك فيها 3274 جنديا
وتقوم التجريدة المغربية منذ عدة سنوات بمبادرات لدعم السكان المحليين، لا سيما فيما يتعلق بالخدمات الصحية بفضل مستشفى المستوى 2 التابع لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية في بونيا (غرب البلاد)، الذي أقامه المغرب في عام 2003.
وخلال عام 2015، أعلنت عملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار عن وفاة ثلاثة عناصر من القبعات الزرق المغاربة في حادث سير وقع سوم 27 يناير المنصرم على بعد خمسة كيلومترات من غيلو غرب البلاد.
وفي عام 2017، قُتل جنديان مغربيان من قوات حفظ السلام في مدينة بنغاسو، بالجنوب الشرقي لجمهورية إفريقيا الوسطى، في كمين جديد نصبته ميليشيات أنتي بالاكا.
وقال الخبير في شؤون الأمم المتحدة هشام معتضد إن “تضحيات الجنود المغاربة في البعثات الأممية كانت ومازالت تعكس الانخراط الجاد والمسؤول للمغرب والمغاربة في الوقوف مع المنتظم الدولي في ضبط الأمن الدولي والإقليمي، وتعزيز قيم السلام والتآزر الإنساني في مختلف المناطق التي تشهد عدم الاستقرار السياسي والعسكري”.
وشدد على أن المشاركة المغربية ضمن البعثات الأممية، “تشكل محورا استراتيجيا جد مهم في رؤية المغرب الدولية المتعلقة بنشر ثقافة التضامن الدولي والتعاون الأممي من أجل حماية مكتسبات الإنسانية وتعزيز قيم السلام والأمن، وذلك لضمان سلامة الشعوب المستهدفة”.
وأن تضحيات الجنود المغاربة، “تبرهن على الالتزام المهني الكبير والصمود الإنساني النبيل اللذين يميزان المكونات العسكرية والأمنية المغربية في تقديم كل ما يمكن تسخيره من أجل نجاح مهمة البعثات الأممية في إفريقيا وآسيا”.
وأضاف الخبير في شؤون الأمم المتحدة أن هذه التضحيات “تمثل جوهر الثقافة العسكرية والأمنية للجنود المغاربة، وتعتبر العامل الأساسي والرئيسي في تركيب وتلميع صورة الجندي ورجل الأمن المغربي على المستوى الإقليمي والدولي، وتقوية رصيده المهني وهيبته الأخلاقية لدى العديد من الفاعلين الدوليين
