الركن السياسي
متابعة ذ
أحمد الفتاشي
بمشاركة ستة دول إفريقية
(المغرب ، الكاميرون ، غينيا،
مالي ، الصومال ، جيبوتي )
نظم مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بمدينة الدار البيضاء يوم السبت خامس نونبر 2022، الندوة الثانية لملتقى الآداب والثقافة بإفريقيا، وذلك في موضوع: الأدب الإفريقي المكتوب بالعربية الواقع والآفاق، شاركت فيها ست دول إفريقية، وسيرها سالم الفائدة، الذي ربط هذه الدورة بسابقتها مبرزا السياق والأهداف من مطارحة هذه القضايا حيث أكد أن هذه الدورة تأتي لترسيخ هذا الانفتاح المتواصل للمختبر على التجارب الأدبية العربية والإفريقية، وهي الندوة التي تابعها باحثون جامعيون ومهتمون وأدباء من المغرب ومن دول أفريقية وعربية.
في البداية أشارت كلمة مختبر السرديات التي قدّمها ادريس قصوري(مختبر السرديات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء)، إلى ضرورة التفاعل مع مختلف مكونات الأدب الإفريقي المكتوب باللغة العربية، وبلورة الوعي الإبداعي بعيدا عن نظريات التبخيس الاستعمارية وإعادة تشكيله، واستثماره من جديد بالشكل اللازم. كما أشار قصوري إلى أن هذه الندوة تعبر في العمق عن قوة الأواصر التاريخية والثقافية والروحية والدينية التي تربط المغرب بإفريقيا عبر أجيال من العلماء والمثقفين الذين أغنوا بعطاءاتهم اللغة والعربية بإفريقيا، وقد أشاد في كلمته أيضا بدور هذا الجيل من العلماء والأساتذة الذين يواصلون حمل مشعل هذه اللغة إلى العالم.
بعد ذلك جاءت المداخلة الأولى، قدمها عمران كبا من غينيا(نائب عميد كلية الآداب بغينيا كوناكري) في موضوع: تدوين الأدب الافريقي بالعربية ومصادره، متحدثا عن أصالة الادب الافريقي وواقعه ومصادره العربية على وجه الخصوص؛ إن الأدب الإفريقي، وكما أبرز المتدخل، غني ومتنوع، غير أنه لم يجد اهتماما من الباحثين والدارسين، خصوصا الأناشيد والقصص الشعبية التي أهملها المدونون، وبقيت تجري على ألسنة الناس بشكل شفهي، مع الإشارة إلى بعض من هذا الأدب تم تدوينه وتعريبه، خصوصا ما يتعلق بالنحو والبلاغة. وقد استطاع الأفارقة التمكن من اللغات الأجنبية بفعل الاستعمار، فكتبوا مجموعة من الروايات باللغة الفرنسية.
المداخلة الثالثة قدمها مامادو دامبلي من مالي( أستاذ بجامعة الآداب والعلوم الإنسانية، بماكو) معنونا ورقته ب: الحركة الشعرية الشبابية بجمهورية مالي، مالها وما عليها، مؤكدا على أن ظهورها كان مرتبطا بمجموعة من العوامل مثل تأسيس المدارس العربية الإسلامية، لما لها من دور في تعليم النشء اللغة العربية، إضافة إلى البعثات الطلابية، والتي مكنت الطلاب من دراسة اللغة العربية بالشكل اللازم، مما ساعد هؤلاء الشباب على تعلمها من جهة، وكتابة أشعار استطاعوا من خلالها رفع راية الشعر المالي المكتوب بالعربية، مشيرا إلى بعض خصائصه، خصوصا ما يتعلق بعصرنة اللغة.
المداخلة الثالثة شارك بها عبد الرحمان فادقا من غينيا( أستاذ بجامعة الجنرال لانسانا كونتي بسونفونيا كوناكري، كلية الآداب وعلوم اللغة) ، تمحورت حول الشعر العربي الافريقي: الشعر الغيني نموذجا، مؤكدا على أصالة الشعر الافريقي والغيني منه على وجه الخصوص، مشيرا إلى بعض ملامح التجديد في المضمون الشعري، من خلال التعبير عن كل التحديات والمشاكل التي يعانيها المجتمع الغيني.
أما المداخلة الرابعة فقد قدمها حسن عثمان سجال من جيبوتي ( أستاذ بمركز تكوين معلمي التعليم الأساسي التابع لوزارة التربية بجيبوتي) ، وقد وسم ورقته ب: الشعر العربي في القرن الافريقي الجيبوتي والصومالي نموذجا، متحدثا عن البدايات الأولى للشعر في الجيبوتي، خصوصا ما يرتبط بالشعر الصوفي المتصل بالحضرة على سبيل التمثيل لا الحصر، تناول هذا الشعر مجموعة من القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
المداخلة الخامسة شارك بها سعيد علي من الكاميرون ( أستاذ بكلية الفنون والآداب والعلوم الإنسانية جامعة انغاوندري)، معنونا ورقته العلمية بـ: الأدب الإفريقي المكتوب بالحرف العربي في الكاميرون: الواقع والآفاق، مشيرا إلى أن المدرسة العربية حافظت بشكل كبير على استمرار الادب بالكاميرون، والمحافظة أيضا على انتشار اللغة العربية بهذه الرقعة الجغرافية، كما أشار أيضا إلى مجموعة من العوامل الأخرى التي ساعدت على وجود الادب العربي كالقوافل التجارية والإسلام، على سبيل التمثيل لا الحصر. كما تحدث أيضا عن تطوره في المدرسة الكاميرونية أو في التعليم الكاميروني من الأساسي إلى العالي.
كما شارك في هذه الدورة من الصومال الأستاذ إبراهيم محمد نور الصومالي من الصومال (مدير جامعة المكارم العالمية) متابعا ومناقشا .
في ختام الندوة تناول الكلمة عدد من المتتبعين والباحثين معبرين عن أهمية الندوة في تمتين الروابط الحضارية بين شمال إفريقيا والعرب وجنوب القارة وغربها، ومنوهين بدور جهود أجيال من الرواد في تطوير اللغة العربية بإفريقيا، خاصة الأستاذ يوسف الدين والدكتور عمران كبا الذي راكم جهدا كبيرا في التعريف بأدباء وشعراء إفريقيا عبر دراساته وكتبه العديدة .
ليختتم اللقاء بكلمة إدريس قصوري الذي أكد على ضرورة مواصلة هذا الجهد الإفريقي للارتقاء باللغة العربية والأدب الإفريقي وتعميق روابط الوحدة بين البلدان الإفريقية في مواجهة التحديات المختلفة ثقافية كانت أم وجودية، كما تمت الإشارة أيضا إلى أن الكلية تفتح أبوابها لمختلف المبادرات الثقافية الإفريقية الرامية إلى تطوير اللغة والثقافة الإفريقيتين وأن أشغال هذه الدورة ستنشر ضمن أعمال الكتاب السنوي لمختبر السرديات حول الأدب الإفريقي يصدر، وقد أشار
هسالم الفائدة في نهاية الملتقى إلى أن الدورة الثالثة الممع عقدها خلال سنة 2023 ستعرف مشاركة لدول إفريقية أخرى حول الأدب الإفريقي وقضاياه.