الركن السياسي
دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر من “تحديات وجودية” تهدد البشرية، في وقت أعربت عن أسفها إزاء تزايد انقسام المجتمع الدولي رغم هذه التحديات التي تهدد بفناء البشرية، والعالم، فالأخير منقسم، ودوله (تفعل أي شيء تريده) دون مساءلة.
جاء ذلك على لسان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال إلقائه كلمته في افتتاح مؤتمر (ميونيخ) للأمن في ألمانيا، الذي أعرب عن أسفه إزاء تزايد انقسام المجتمع الدولي رغم (التحديات الوجودية)، مثل: التغير المناخي، وتهديد خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة.
وقال غوتيريش إنه «حتى حقبة الحرب الباردة كانت أقل خطورة في بعض النواحي»، منوهاً بقدرة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على خفض الأسلحة النووية رغم كونهما قوتين عظميين متنافستين.
وأضاف: «اليوم، في عالمنا متعدد الأقطاب، ما زلنا نواجه الخطر النووي، ونتعامل مع تهديدين آخرين لهما أبعاد وجودية: الأزمة المناخية، ومخاطر الذكاء الاصطناعي الخارج عن السيطرة».
وذكر لدى حديثه في افتتاح مؤتمر «ميونخ» للأمن أن العالم كافح «ليتخذ خطوات فعالة» إزاء أي من هذه المخاطر المدمرة للبشرية.
وتابع غوتيريش قائلاً . «نرى اليوم دولاً تفعل أي شيء تريده دون مساءلة»، وألقى باللائمة على غياب «مؤسسات دولية قوية».
خلق نظام عالمي
وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة تعمل على خلق نظام عالمي أكثر شمولاً، وفقاً لقواعد القانون الدولي، لافتاً إلى أهمية تقوية الأمن والسلم العالميين، لمجابهة التحديات الخاصة بالتوترات والحروب، إضافة إلى مشكلة المناخ والأسلحة السيبرانية.
وأضاف أن العديد من القضايا ستناقش، سبتمبر المقبل، حيث «ستعمل أنظمتنا الأمنية وفقاً لالتزامنا بالقضاء على الأسلحة النووية، والتنمية المستدامة، ومنع الصراعات، يتضمن ذلك: السياسات الهادفة لتعزيز التجارة العالمية، والتكنولوجيا الجديدة».
وأردف قائلاً: «ننبذ التنافس على الصعيد العالمي، وكذلك المجتمعات التي تعزز الكراهية في وقت عصيب، ونشاهد انفجاراً لمعاداة السامية، وكراهية، وعنصرية غير مبررة».
واستطرد: «المجتمع المنقسم ضعيف، يسيطر فيه العنف، ويتم تقويض القيم الديمقراطية، وعلى الشركات التكنولوجية مواصلة أهدافها في محاربة المحتوى السام، مع تعزيز التضافر الاجتماعي، بناءً على العدالة وحقوق الإنسان، وهو ما ستتم مناقشته في قمة العام المقبل».
وبدأ مؤتمر «ميونيخ» للأمن أمس، ويستمر 3 أيام بمشاركة نحو 50 زعيم دولة من كل أنحاء العالم، إضافة إلى سياسيين، ومسؤولين عسكريين، ودبلوماسيين بارزين.
وتتصدر الصراعات المستمرة في أوكرانيا، وقطاع غزة، الموضوعات الرئيسة المدرجة على جدول أعمال المؤتمر الأمني، كما أنه على أجندة الحدث كلمة للمستشار الألماني، أولاف شولتس، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم.
ومن القضايا الرئيسة التي ينتظر مناقشتها على هامش المؤتمر نتيجة انتخابات الخامس من نوفمبر في الولايات المتحدة، وماذا سيحدث إذا أعيد انتخاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
وكذلك يتوقع أن يخيم ظل ترامب على المؤتمر الأمني بعد التصريحات التي أدلى بها الأسبوع الماضي التي ألقت بظلال من الشك على الالتزامات الأمنية الأمريكية.