اثار الاقتصاد الدولي للصراع الروسي الأوكراني بقلم سمير حنداش
العالم لا يستطيع تحمل صراع أخر من صنع الإنسان بعد ان كان لوباء كورونا اثارا بالغة على التأثرات المعيشية مم ادى الى ارتفاع ثمن الطعام والمواد الغذائية ولم يعد بإمكننا افتراض أن الطعام بعيد الى حد ما عن الآثار السياسية للصراع حيث بات من المتوقع وفي ظل تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية تكريس تلك المأساة تعقيدا مع احتياجات العالم للطعام والمواد الغذائية حيث تمثل أوكرانيا 12 في المائة من صادرات القمح العالمية و 16 في المائة للذرة و 18 في المائة للشعير و 19 في المائة من بذور اللفت وخاصة بأن صادراتها السنوية بنحو 40 في المائة من الذرة والقمح تتجه الى الشرق الأوسط وأفريقيا لأ يمكن أن تستمر طبيعة المشهد دون حدوث تأثيرات بالغة لتلك النزاعات بين الدول الكبرى وما تلحق به من نتائج بعد تفاقم ادوات الصراع الروسي الأوكراني وما ستتركه من تأثيرات على أسعار المواد الغذائية في الشرق الاوسط وافريقيا وخاصة في ظل ما يشهده العالم من تقلبات مختلفه حيث تشير المعطيات الدولية والدراسات الخاصة في هذا المجال ان العالم يشهد حالة غير مستقرة من عصر ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية على عكس ما قبل 50 إلى 90 عاما عندما كان هناك مخزون حقيقي فان الأمن الغذائي العالمي يأتي الأن من الأسواق المالية وهذا يعني أن التقلبات السياسية يمكن أن تدفع بأعداد كبيرة من الناس بسرعة الى حالة انعدام الأمن الغذائي سوف تلحق تلك النزاعات القائمة بين روسيا واوكرانية والتي باتت تهدد مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا … وتزايد حاجاتها لتوفير السلع الأساسية وبالتالي باتت صادرات القمح مطلوبه وأن المخاوف من عدم الاستقرار الدولي قد يسبب في تقلب أسعار المواد الغذائية وعدم قدرة بعض البلدان تلبية احتياجات السوق المحلي بفعل ارتفاع الاسعار المتصاعده في مختلف دول العالم وخاصة روسيا التي تعد من اكبر مصدري القمح في العالم بينما برزت أوكرانيا بشكل ملحوظ بين مصدري الحبوب على مدار العقد الماضي وفقا لما تشير اليه المعطيات الدولية الخاصة بالتبادل التجاري بين الدول وبات من المتوقع بان تتوقف سلاسل الامداد لبواخر تصدير القمح الروسي الأوكراني الوارده لدول العالم وتتعطل بفعل استمرار الحروب الطاحنة وما سوف تتركه من اثار ومخلفات ستؤدي بالنهاية الى تفاقم الأزمات الاقتصادية بين مختلف دول العالم … وخلال السنوات القليلة الماضية شهد العالم تقلبات في الأسواق العالمية بسبب مخاوف من احتمال حدوث صراع في دول العالم ومنذ اللحظة الأولى لاشتعال نيران الحرب ارتفعة على الفور أسعار الحبوب والمواد الغذائية بشكل ملموس وأصبح الكل يعيش في حالة من القلق كون القادم سيكون اسواء اذا ماكانت خطوط الامداد معرضة لتوقف والتعطل بفعل الحرب الروسية الأوكرانية وباتت مرهونة في مدى استمراريتها والقدرة على عودة الحياة الطبيعية فيما بعد
