المهرجان الدولي للشعر والزجل في دورته التاسعة عشرة: بين تكريم المبدعين وأخطاء التنظيم الفادحة

 

تم تنظيم فعاليات الدورة التاسعة عشرة من المهرجان الدولي للشعر والزجل يومي 17 و18 ماي 2025، بالمركب الثقافي حبيبة المذكوري بعين الشق، الدار البيضاء، تحت إشراف جمعية “بادرة للتواصل والتنمية الاجتماعية”.

وقد شهدت التظاهرة الثقافية حضورًا واسعًا لشعراء وزجالين وناثرين من مختلف أنحاء المغرب، حيث توافدوا رغم مشاق السفر وتكاليفه للمشاركة في هذا الموعد الأدبي الهام.

تميّزت الدورة بقراءات شعرية ونثرية، قدّمها محترفون وهواة، كما تم خلال الفعاليات تكريم عدد من الشخصيات الفنية، من بينها الفنانة المغربية أسماء بزّاكور، والفنانة الكندية لويس هيدون، تقديرًا لمسيرتهما الفنية ولدعمهما للعمل الجمعوي.

المكرمون حسب الفئات:

في صنف الشعر العمودي:

الميدالية الذهبية: أبومدرك المراكشي (الجديدة)

الميدالية الفضية: محمد نور الگرعاني

الميدالية النحاسية (مشتركة): محمد ودادي (الدار البيضاء) ومحمد عيد (بني ملال)

في صنف النثر:

الميدالية الذهبية: عمر بن ناجي (الدار البيضاء)

الميدالية الفضية: مصطفى شوقي (الدار البيضاء)

الميدالية النحاسية: خديجة مبروك (الدار البيضاء)

في صنف الزجل:

الميدالية الذهبية: الشريف الشنيكي (بوعرفة)

الميدالية الفضية: عبد الله أضامر (الدار البيضاء)

الميدالية النحاسية: نزهة الخصيمي (آسفي)

تولّت لجنة تحكيم مكوّنة من أسماء وازنة في مجال الشعر بكل فصوله وبحوره وكدلك الأدب والنقذ، مهمة تقييم المشاركات، وقد ضمّت:

الشاعر والكاتب المغربي الأستاذ إبراهيم الموساوي

الشاعر والناقد الأستاذ عبد العزيز باحفيظ

الزجال المغربي الأستاذ محمد حديش، الفائز بجائزة المهرجان لثلاث دورات متتالية

في المقابل، سُجِّلت عدة ملاحظات وانتقادات بشأن الجوانب التنظيمية. وقد وُصف التنظيم من طرف بعض الحاضرين بـ”المرتبك”، بل واعتُبر أن أخطاء فادحة قد ارتكبت، ساهمت في تشويه صورة هذا الحدث الثقافي. أبرز تلك الأخطاء تمثلت في إسناد مهمة تنشيط فقرات المهرجان لرئيس الجمعية المنظمة نفسه، وهو ما شكل تضاربًا في الأدوار وأثر بشكل مباشر على جودة التسيير. كما اعتُمد أسلوب في التنشيط لا يليق بأجواء الشعر والإبداع، اتسم بالصراخ والتوتر، مما أربك المشاركين على المنصة بدل أن يمنحهم مناخا من الراحة والتعبير الحر.
كما وجّه عدد من المهتمين ملاحظات حادة للمشرف على المهرجان، مؤكدين أنه لا يفقه في الشعر شيئًا، وكان من الأولى به، منذ الدورات الأولى، أن يركّز على تكريم الشعراء والزجالين البارزين والاحتفاء الحقيقي بهم، انسجامًا مع طبيعة المهرجان الذي يحمل في اسمه صفة “الشعر والزجل”، بدل الانشغال بتكريم أسماء لا تمت بصلة إلى مضمون التظاهرة وأهدافها الثقافية.

وقد أُشيد، في المقابل، بأعضاء لجنة التحكيم الذين حاولوا قدر الإمكان الحفاظ على طابع التظاهرة ورفع مستواها، بفضل تدخلاتهم الهادئة وتعاملهم المهني مع المشاركين.

شكّلت الدورة التاسعة عشرة محطة جديدة في مسار هذا المهرجان، حيث عرضت خلالها طاقات إبداعية واعدة وأعمال ذات قيمة فنية. غير أن ما سجل من أخطاء تنظيمية فادحة، سواء على مستوى الإعداد أو التسيير الميداني، يطرح بإلحاح ضرورة مراجعة عميقة لمنهجية التنظيم، بما يضمن احترام حساسية المبدعين وكرامة الكلمة الشعرية، ويعيد للمهرجان اعتباره كمناسبة ثقافية راقية، لا مجرد نشاط شكلي تهدر فيه الإمكانيات والفرص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا يمكنك النسخ