بقلم
سمير حنداش
تتسم العلاقات بين المملكة المغربية الشريفة والمملكة الأردنية الهاشمية بالتطابق والتوافق حول جميع القضايا الإقليمية والعربية والدولية وتنفرد العلاقات الأردنية المغربية بحالة خاصة من الانسجام والتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين تحديدا تلك الخاصة بالشأن الاصلاحي والتنمية الاقتصادية مؤطرة بعلاقة استثنائية أخوية.
تربط صاحبي الجلالة الملك محمد السادس بأخيه الملك عبدالله الثاني وقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ استقلال المغرب في عام 1956 وافتتحت أول سفارة للأردن في المغرب عام 1959.
ويؤكد الأردن دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية.
أما على مستوى التعاون في مجال الاستثمار افتتح الوزير الأول المغربي أكادمية الطيران المغربية الخاصة بتاريخ 20 أيلول 2018 . وهي استثمار مغربي أردني بإدارة أكاديمية الطيران الأردنية.
ووقعت بين البلدين الكثير من المبادرات والاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم وبرامج تنفيذية ومحاضر شملت التجارة والتعاون الاقتصادي والصناعي والتقني لتشجيع الاستثمارات وحمايتها وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي والتعاون الإداري من أجل التطبيق الصحيح للتشريع الجمركي والمواصفات والمقاييس وشهادات المطابقة والمراقبة الإجبارية للجودة والاعتماد وتبادل الاعتراف بالشهادات الأهلية البحرية. ولم تبتعد العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين عن أعلى درجات التنسيق والتعاون المشترك في كافة المجالات وفي مقدمتها السياسية ومكافحة الإرهاب.
وتتميز العلاقات بين البلدين بالتشاور المستمر والمثمر والتنسيق الدائم بين قائدي البلدين لأصحاب الجلالة الملك محمد السادس والملك عبدالله الثاني حيال القضايا العربية والإقليمية والدولية وتطابق وجهات النظر في كثير من تلك القضايا.
وعلى إثر احداث الكركارات في نوفمبر 2020 أشاد جلالة الملك عبدالله الثاني بالقرارات التي أمر بها جلالة الملك محمد السادس لإعادة تأمين انسياب الحركة المدنية والتجارية في هذه المنطقة كما هنأ جلالته سابقا على نجاح تلك العملية وإعادة فتح المعبر أمام المرور الأمن للأشخاص والبضائع من المملكة المغربية الى الدول الإفريقية جنوب الصحراء.
وقد عبر جلالة الملك عبدالله الثاني بهذه المناسبة عن رغبة المملكة الأردنية الهاشمية في فتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون. وتجسد المملكة الأردنية الرغبة لتضاف قنصليتها الى القنصليات العامة التي بادرت مجموعة من الدول الشقيقة والصديقة بافتتاحها في مدينتي العيون والداخلة وتعتبر هذه المواقف الأردنية التضامنية والمؤيدة لقضايا المغرب العادلة امتدادا لما دأب عليه هذا البلد الشقيق الى الحق المغربي المشروع والثابت في استرجاع صحرائه.
وفي سياق سياسة التضامن بين البلدين ودعمها لجهود الأردن في مواجهة أعباء استقبال اللاجئين السوريين.
أمر صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقامة مستشفى عسكري ميداني في مخيم الزعتري بالأردن في عام 2012«»
قام جلالة الملك محمد السادس بزيارة الى مخيم الزعتري حيث تفقد المستشفى المغربي العسكري الميداني لتخفيف العبء عن الاردن ضمن جهوده في ايواء اللاجئين السوريين.واستمع جلالة الملك الى ايجاز من مدير المستشفى الطاهري مولاي الحسن حول المهام الاساسية للمستشفى في تقديم الدعم الصحي للاجئين السوريين نحو مختلف التخصصات وقد شهدت الزيارة تواجداً أمنياً كثيفاً من الجانبين الأردني والمغربي.
وارتقى البلدان بعلاقاتهما الثنائية من المستوى التقليدي الى علاقات استراتيجية متعددة الجوانب تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات محددة كاطاقة والسياحة اضافة الى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية وذلك تنفيذا لما ورد في البيان المشترك الصادر عقب زيارة العمل والصداقة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى المغرب يومي 27 «» 28 مارس 2019.